توجت يوم السبت الأول من ديسمبر 2007 زهانغ زيلين (23 عاماً) ملكة على عرش جمال العالم. حيث نظمت المسابقة هذا العام في الصين، في مدينة سانيا وهي منتجع سياحي في جزيرة هينان.
زهانغ زيلين أول ملكة جمال للعالم من الصين
تعود أول مشاركة للصين في مسابقة ملكة جمال العالم إلى عام 2001. قبل ذلك، كانت مسابقات الجمال تعد من التابوات في الصين منذ عدة عقود. مع ذلك فقد كانت هناك اشكال محلية متنوعة من مسابقات الجمال، وكانت هناك محاولات سابقة لتنظيم مسابقات على مستوى المدن أو المقاطعات. لكن تلك المحاولات جوبهت فوراً بانتقادات شديدة، بوصفها انحلالاً أخلاقياً، واضطر المنظمون إلى التوقف بعد مسابقة واحدة فقط.
يمكن اعتبار مسابقة ملكة جمال نانجانغ عام 1992 هي المسابقة "الرسمية الاولى"، ومنذ ذلك الوقت تحولت مسابقات الجمال إلى ظاهرة اجتماعية ضخمة، أدت إلى تنظيم مسابقات في عدة مدن، ولكن لم يكتب لها الاستمرار أبدا.
لم يعد انحلالاً
الآن، في مطلع القرن الحادي والعشرين، لم تعد الصين ترى في مسابقة الجمال ظاهرة انحلال وتفسخ، وأصبحت أكثر حماسا من ذي قبل لتقديم جمالها العصري إلى العالم. في عام 2001، حصلت ملكة جمال الصين لي بينغ على الترتيب الرابع في مسابقة ملكة جمال العالم. تلاه إنجاز آخر عام 2002 عندما حصلت يو يانغ نا على الترتيب الرابع أيضا في نفس المسابقة السنوية، بينما تحصلت الصينية أيضا زهاو لينغ على الترتيب الثالث في مسابقة أخرى (ملكة جمال الكون). ومنذ ذلك الوقت واصلت الصينيات الجميلات كسب الألقاب. ففي عام 2003، حازت ملكة جمال الصين غوان كي على الترتيب الثاني، فقط على بعد خطوة واحدة من تاج جمال العالم. أخيرا توجت ملكة جمال الصين لعام 2007 زهانغ زيلين ملكة على عرش الجمال العالمي.
أمر لا يمكن استبعاده من التفكير، يتعلق بمدى وجود السياسة وراء هذا المجد والسحر الفاتن. الصين تزدهر. الصين مثيرة. البلد يتطور بسرعة مذهلة في كل المجالات. البلد حتما لن يضيع من يديه صناعة الأبهة والجمال، نظرة سريعة يمكنها أن تصطاد الدعاية. هذا العام استضافت مدينة سانيا المسابقة التي كانت قد نظمت بها عام 2003، وتحولت إلى أكثر المنتجعات السياحية للصينيين، وأيضا للسواح الأجانب.
صرعة جديدة
قبل ايام قليلة من مسابقة جمال 2007، قال بعض الخبراء إن ملكة جمال هولندا لها ملامح آسيوية. هذه الميزة قد تكون إيجابية لصالحها للفوز بالمسابقة، التي يبدو أنها طورت اتجاها جديدا لتتويج الجمال غير المألوف. تحول هذا التنبؤ إلى حقيقة عندما فازت زهانغ زيلين باللقب العالمي، محولة جمالها الآسيوي إلى "سحر غير مألوف". ولكن هل هي فعلا تمتلك جمالا آسيوياً غير مألوف بالنسبة لمسابقات الجمال التقليدية؟
بقامة تصل إلى 1.82 مترا، كانت زهانغ زيلين الأطول بين المرشحات في المسابقة. بعينيها الواسعتين الكبيرتين، وبابتسامة منفرجة، كانت تبدو أشبه بالغربيات. وباستعراض صور كل ملكات جمال الصين في السنوات الأخيرة، يمكن للمرء أن يخلط بينهن باعتبار أن جميعهن يملكن مظهرا غربيا، وجميعهن طويلات القامة بشكل ملحوظ. أطول من 1.70 مترا. ولا تكشف أي منهن عن أية سمة من جمالهن الصيني التقليدي، الذي يتميز ببنية جسدية صغيرة، وبعينين صغيرتين مشقوقتين.
خلال العقدين الأخيرين، أصبحت الملامح الغربية هي الملامح المثالية للشعب الصيني. وتحولت الصين إلى البلاد الأكثر شعبية، لعمليات الجراحة التجميلية التي تقوم بها النساء الصينيات، وخاصة عمليات تقويم العيون، للحصول على مزيد من الطبقات حولها، وأيضا عمليات تصحيح الأنف، من أجل إقامة جسر يجعل الأنف مرتفعا.
مع ذلك، لا تبدو المجتمعات الغربية متفهمة لهذا الاتجاه الجديد في الصين. هوليوود مثلا، لا تزال ترحب بالجمال الصيني التقليدي، مثل أفلام النجمة لوسي ليو. ولا يزال مجتمع الموضة الباريسي الراقي أكثر انجذابا للعيون الصغيرة الضيقة، ولعارضات الأزياء ذوات الوجه المسطح مثل ليو يان، بينما ينظر إليها باعتبارها قبيحة بين الصينيين.
الجراحة التجميلية
والآن، أخيرا فإن الشكل الغربي في الجمال الصيني، تم اختياره من طرف مجموعة من الحكام الغربيين، من خلال اختيارهم لأجمل امرأة في العالم. سواء أكانت هذه النتيجة مبنية على حسابات سياسية أم لا، فإنها على الأقل خبر مفرح للملايين من زبائن العمليات الجراحية التجميلية في الصين. وستكون هذه النتيجة عند الكثيرين بمثابة الاعتراف بخيارهم. اللهاث وراء الشكل الغربي قد انتصر، واعتبر الخيار الأمثل في عام 2007.
أن تبدو بشكل غربي أو لا، فإن زهانغ زيلين لا تزال تمثل الصين. قد يرى المرء طول قامتها، وثقتها في نفسها باعتبارهما يعكسان مكانة الصين المتقدمة اليوم، والمتجهة إلى مزيد من التغرب.
يوم 24 نوفمبر الماضي، أخذت كل المرشحات لعرش جمال العالم مكانهن في عرض للأزياء وهنّ يرتدين ملابس صينية تقليدية. آخر العارضات كانت زهانغ زيلين وهي ترتدي فستاناً إمبراطورياً متوهجاً وكأنها ترمز مقدما إلى ما حدث بعد أسبوع، عندما أعلنت باعتبارها الفائزة الأولى.
السبت فبراير 16, 2008 1:20 am
